فصل: العقوة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية



.العقل:

قال أهل اللغة: العقل: المنع، وسمى عقل الآدمي، لأنه يعقل صاحبه عن التورط في المهالك: أي يحبسه. وقال الأزهري: قال ابن الأعرابي: العقل: التثبيت في الأمور.
وقال آخرون: العقل: هو التمييز الذي يتميز به الإنسان عن سائر الحيوان، قال: والمعقول: العقل، يقال: (ما له معقول): أي عقل، قال: والمعقول أيضا: ما تعقله بقلبك.
والعقل: ما يكون به التفكير وتصور الأشياء على حقيقتها، كقوله تعالى: {مِنْ بَعْدِ ما عَقَلُوهُ} [سورة البقرة: الآية 75]: أي أدركوه على حقيقته وعلموه علما ثابتا.
وقال الله تعالى: {وَقالُوا لَوْ كُنّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ} [سورة الملك: الآية 10]: أي ندرك الأمر على حقيقته.
وقال صاحب (المحكم): العقل ضد الحمق، وجمعه: عقول، وعقل يعقل عقلا، كضرب يضرب ضربا، وعقل- بضم القاف أيضا- فهو: عاقل من قولهم: (عقلاء وعاقلة، فعقله وأعقله): أي كان أعقل منه، وعقل الشيء: فهمه، وقلب عقول: فهم، وتعاقل: أظهر أنّه عاقل وكيس كذلك.
ومن معاني العقل: الدية، يقال: (عقل القتيل يعقله عقلا):
إذا وداه، وعقل عنه: أدى جنايته، وذلك إذا لزمته دية فأعطاها عنه.
والمتكلمون لهم كلام طويل في حد العقل وتقسيمه من أخصره:
قول إمام الحرمين في أول (الإرشاد): العقل: علوم ضرورية والدليل على أنه من العلوم استحالة الاتصاف به مع تقدير الخلو عن جميع العلوم، قال: وليس هو من العلوم النظرية، إذ شرط النظر تقدم العقل، وليس العقل جميع العلوم الضرورية، فإن الأعمى ومن لا يدرك يتصف بالعقل مع انتفاء علوم ضرورية عنه، فبان بهذا أن العقل من العلوم الضرورية وليس كلها.
واصطلاحا: جاء في شرح (الكوكب المنير): (أن العقل: ما يحصل به الميز).
قال الإمام الشافعي رحمه الله: العقل: آلة التمييز والإدراك.
قال الشيخ زكريا الأنصاري: العقل: غريزة يهيأ بها لدرك العلوم النظرية، ويقال: (إنه نور يقذف في القلب).
وذكر الراغب الأصبهاني وغيره: أن العقل يطلق على القوة المتهيئة لقبول العلم، كما يقال للعلم الذي يستفيده الإنسان بتلك القوة.
قال صاحب (روضة الفقه): وهو شامل لأكثر الأقوال الآتية:
أحدها: إطلاقه على الغريزة التي يتهيأ بها الإنسان لدرك العلوم النظرية وتدبير الأمور الخفية.
الثاني: إطلاقه على بعض الأمور الضرورية، وهي التي تخرج إلى الوجود في ذات الطفل المميز بجواز الجائزات واستحالة المستحيلات.
الثالث: إطلاقه على العلوم المستفادة من التجربة، فإن من حنكته التجارب، يقال عنه: إنه عاقل، ومن لا يتصف بذلك، يقال عنه: غبي جاهل.
الرابع: إطلاقه على ما يوصل إلى ثمرة معرفة عواقب الأمور بقمع الشهوات الداعية إلى اللذات العاجلة التي تعقبها الندامة.
الخامس: إطلاقه على الهدوء والوقار.
ملحوظة: العقل ليس بحاكم.
العقل: آلة الإدراك والتمييز يستطيع إذا صفا أن يميز بعض التمييز بين الحسن والقبيح.
فائدة:
العقل: محله القلب، خلافا لأبي حنيفة في قوله: إن محله الرأس، والدليل على ذلك قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها} [سورة الحج: الآية 46].
[مختار الصحاح (عقل) ص 471، والمفردات ص 341، 342، 346، والكليات ص 249، والقاموس القويم للقرآن الكريم 2/ 31، وتحرير التنبيه ص 121، 122، والمطلع ص 24، وشرح الكوكب المنير 1/ 79، وأحكام الفصول 46، 47، والواضح في أصول الفقه ص 17، والموسوعة الفقهية 30/ 264].

.العقلة:

التواء اللسان عند إرادة الكلام.
[الزاهر في غرائب ألفاظ الإمام الشافعي ص 76].

.العقلي:

ما يعرف بمجرد العقل، بالتأمل والنظر في المحسوسات والبداية، من غير واسطة الدليل السمعي.
[ميزان الأصول ص 9].

.العقم:

- بالفتح وبالضم-: اليبس المانع من قبول الأثر.
والعقيم: الذي لا يولد له، يطلق على الذكر والأنثى، يقال: (عقمت المرأة): إذا لم تحبل، فهي عقيم، قال الله تعالى حكاية عن زوجة نبيّ الله إبراهيم عليه السلام: {وَقالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ} [سورة الذاريات: الآية 29].
وفي الأثر: «سوداء ولود خير من حسناء عقيم». [النهاية 3/ 282]، وكذلك يقال: (رجل عقيم وعقام): لا يولد له.
وعلى المجاز وصفت الريح التي لا خير فيها- بل هي تهلك وتدمر- بأنها عقيم، قال الله تعالى: {وَفِي عادٍ إِذْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ} [سورة الذاريات: الآية 41].
[مختار الصحاح (عقم) ص 472، والقاموس القويم للقرآن الكريم 2/ 31، والمفردات ص 342، 343، والمصباح المنير (عقم) ص 161، والموسوعة الفقهية 30/ 266].

.العقوبة:

لغة: اسم من العقاب، والعقاب- بالكسر-، والمعاقبة:
أن تجزى الرجل بما فعل من السوء، يقال: (عاقبه بذنبه معاقبة وعقابا): أخذه به، كما في قوله تعالى: {وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ} [سورة النحل: الآية 126] وفي الاصطلاح: هي الألم الذي يلحق الإنسان مستحقّا على الجناية كما عرفها الطحاوي، وعرفها بعضهم بالضّرب أو القطع ونحوهما، سمى بها، لأنها تتلو الذنب، من تعقبه: إذا تبعه.
فائدة:
وفرق بعضهم بين العقوبة وبين العقاب: بأن ما يلحق الإنسان إذا كان في الدنيا يقال له: (عقوبة)، وإن كان في الآخرة يقال له: (عقاب).
[الموسوعة الفقهية 30/ 269].

.العقول:

جمع: عقل، يقال: (عقلت القتيل عقلا): أديت ديته.
قال الأصمعي: سميت الدية عقلا تسمية بالمصدر، لأن الإبل كانت تعقل بفناء ولى القتيل، ثمَّ كثر الاستعمال حتى أطلق العقل على الدية إبلا كانت أو نقدا.
[شرح الزرقاني على الموطأ 4/ 175].

.العقوة:

الساحة، قال الشاعر:
فمن بنجوته كمن بعقوته ** والمستكن كمن يمشى بقرواح

ويلاحظ أن النجوة في البيت: ما ارتفع من الأرض عن مسيل السيل يكون فيه فرار السيل.
[الزاهر في غرائب ألفاظ الإمام الشافعي ص 82].

.العقيق:

لغة: الوادي الذي شقه السيل قديما.
قال أبو منصور: ويقال لكل ما شقه ماء السيل في الأرض فأنهره ووسعه عقيق، والجمع: أعقة وعقائق.
قال ابن منظور: العقيق: واد بالحجاز غلبت الصفة عليه غلبة الاسم ولزمته الألف واللام، وفي بلاد العرب عدة مواضع تسمى العقيق، منها عقيق عارض اليمامة، ومنها عقيق بناحية المدينة، ومنها عقيق آخر يدفق ماؤه في غوري تهامة، ومنها عقيق القنان.
والعقيق أيضا: خرز أحمر يتخذ منه الفصوص، الواحدة: عقيقة.
وفي المصباح المنير: حجر يعمل منه الفصوص.
[اللسان والمصباح المنير (عقق)، وتحرير التنبيه ص 158، والموسوعة الفقهية 30/ 273].

.العقيقة:

في الأصل: صوف الجذع، وشعر مولود من الناس والبهائم الذي يولد عليه.
قال الجوهري وغيره: العقيقة: الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم سابعه.
والعقوق: العصيان، وأصل العق: الشقّ، فقيل: سميت هذه الشاة عقيقة لأنها يشق حلقها، وقيل: سميت عقيقة باسم الشعر الذي على رأس الغلام.
قال زهير يذكر حمارا وحشيّا:
أذلك أم أقبّ البطن جاب ** عليه من عقيقته عفاء

وقال امرؤ القيس:
فيا هند لا تنكحى بوهة ** عليه عقيقته أحسبا

هو الذي في رأسه شقرة، وقيل: إنه مأخوذ من العقّ وهو الشق والقطع، فسميت الذبيحة عقيقة لأنه يشق حلقومها.
ولا شك أنها تخالف الأضحية التي هي شكر على نعمة الحياة، لا على الإنعام بالمولود، فلو ولد لإنسان مولود في عيد الأضحى فذبح عنه شكرا على إنعام الله بولادته كانت الذبيحة عقيقة، وإن ذبح عنه شكرا لله تعالى على إنعامه على المولود نفسه بالوجود والحياة في هذا الوقت الخاص كانت الذبيحة أضحية.
واصطلاحا: قال ابن عرفة: (ما تقرب بذكاته من جذع ضأن أو ثنىّ سائر النعم سالمين من بيّن عيب مشروط بكونه في نهار سابع ولادة آدمي حيّ عنه).
وفي (الكواكب الدرية): (ما يذبح أو ينحر من النعم في سابع ولادة المولود).
وفي (الإقناع): (الذبيحة عن المولود يوم سابعه) بحسب يوم الولادة من السبعة بخلاف الختان فإنه لا يحسب منها، لأن المرعى في العقيقة المبادرة إلى فعل القربة، والمرعى في الختان التأخير لزيادة القوة ليحتمله.
وفي (كفاية الأخيار): (اسم لما يذبح في اليوم السابع يوم حلق رأسه تسمية لها باسم ما يقارنها).
وفي (معجم المغني): (هي الذبيحة التي تذبح عن المولود، وقيل: الطعام الذي يصنع ويدعى إليه من أجل المولود).
فائدة:
جاء في (تحرير التنبيه): أن الضيافات أنواع:
- الوليمة: للعرس.
- الخرس والخرص- بضم الخاء وبالسّين وبالصاد-:
للولادة.
- والإعذار: بالعين المهملة والذّال المعجمة: للختان.
- الوكيرة: للبناء.
- النقيعة: لقدوم المسافر، مأخوذة من النقع وهو الغبار، ثمَّ قيل: إن المسافر يصنع الطعام، وقيل: يصنعه غيره.
- والعقيقة: يوم سابع الولادة.
- والوضيمة- بفتح الواو وكسر الضاد المعجمة-: الطعام عند المصيبة.
- والمأدبة- بضم الدال وفتحها-: الطعام المتخذ ضيافة بلا سبب.
- النثر: مصدر (نثر ينثر وينثر نثرا ونثارا ونثرة بالتشديد تنثيرا فانتثر وتنثر وتناثر)، ومعناه: رماه مفرّقا.
[المصباح المنير (عقق) ص 422 (علمية)، وشرح الزرقاني على الموطأ 3/ 96، وشرح حدود ابن عرفة 1/ 203، والكواكب الدرية 2/ 62، والإقناع 4/ 57، وكفاية الأخيار 2/ 242، وتحرير التنبيه ص 128، 184، 286، والمطلع ص 207، 208، والمغني لابن باطيش ص 296، والنظم المستعذب 1/ 220، وفتح الباري (مقدمة) ص 167، ومعجم المغني (7895) 11/ 120 9/ 362، والموسوعة الفقهية 5/ 75، 29/ 278، 30/ 276].

.العكارون:

وهو الذي يحمل في الحرب تارة بعد تارة.
تقول: (عكر يعكر عكرا): إذا عطف.
والعكرة: الكرة بعد الفترة.
وقيل: إذا حاد الإنسان عن الحرب، ثمَّ عاد إليها، يقال: قد عكر وهو عاكر وعكار.
قال في (القاموس): العكار: الكرار العطاف، واعتكروا:
اختلطوا في الحرب، والعكر رجع بعضه على بعض فلم يقدر على عده.
[المغني لابن باطيش ص 624، ونيل الأوطار 7/ 253].

.العكاز:

وبهاء والعكوز والعكوز: عصا ذات زج يتوكأ عليها، يقال: (عكز على عكازته يعكز عكزا وتعكز): توكأ عليها.
[الإفصاح في فقه اللغة 2/ 1183].

.العكس:

ردّ الشيء إلى سننه: أي طريقه الأول كعكس المرآة إذا ردّت بصرك لصفائها إلى وجهك بنور عينك.
وهو رد الشيء على آخره، يقال: عكسه عكسا من باب:
ضرب، وانعكس الشيء: مطاوع عكسه.
وعند الأصوليين: الانعكاس في باب مسالك العلة أنه كلما انتفى الوصف انتفى الحكم، كانتفاء حرمة الخمر بزوال إسكارها أو رائحتها أو أحد أوصافها الأخرى، ويقال له:
العكس أيضا، وعليه فهو ضد الاطراد.
وهو: انتفاء الحكم لانتفاء العلة.
قال ابن خلف الباجي: العكس: عدم الحكم لعدم العلة.
وفي عرف الفقهاء: تعليق نقيض الحكم المذكور بنقيض علية المذكور ردّا إلى أصل آخر.
قال الشيخ زكريا الأنصاري: العكس: انتفاء الحكم أو الظن به لانتفاء العلة والعكس: ترتيب عدم الشيء على عدم غيره.
[التوقيف ص 522، وإحكام الفصول ص 53 والحدود الأنيقة ص 83، والموسوعة الفقهية 5/ 113، 28/ 341].